أبحاث العدد الرابعالعدد الرابع

الزلزال والزلازل التي ضربت مدينة دمشق عبر التاريخ

 أ. د. غزوان سلوم*

ملخَّص البحث

دمشق، مدينة المدائن، وسيدة العواصم، مدينة تاريخية، بل هي تاريخ المدن، أرشيف حضاري متراكم، يروي قصص شعوب توالت على هذه الأرض، شهدت أيام ازدهار وتألق وزهو، كما تعرضت للعديد من المحن والكوارث، فكان لها من الزلازل نصيب، فأتت على بعض أحيائها، أو نصفها، وربما أكثر من النصف، إلا أنها استمرت كأيقونة عمرانية حضارية. تدين دمشق بتاريخها العريق، إلى جغرافيتها بالدرجة الأولى، لكن هذه الميزة لم تكن على الدوام حاضرة لصالحها، فقد تأثرت أكثر من مرة، بنكبات طبيعية، جراء زلازل أصابت بلاد الشام عامة، فمع أنها لا تقع على خط زلزالي نشط، كإنطاكيا واللاذقية، إلا أنها تقع ضمن دائرة تأثر صدوع ذات تاريخ زلزالي غير آمن، كصدعي اليمونة في لبنان، وسرغايا، المسؤولين عن إحداث زلزالي 1202م و1759م، اللذان دمرا من دورها أغلبها، وقتلا من سكانها أكثرهم، وأتيا على مفاخر عمارتها، كالمسجد الأموي وقلعتها وبعض مدارسها.

يقف وراء هذه الأحداث المأساوية، عوامل عدة، لعل أهمها: قرب مصدر الزلزالين، حيث وقعا على خطيّ صدعي اليمونة في لبنان، وسرغايا في سورية، إلى الغرب من دمشق، على مسافة خط نظر (72) (35) كم على التوالي، كما أدى قِدم دورها، ومواد بنائها (الطن والأخشاب والحجارة)، ومخططها العمراني، المكون من أزقة وحارات ضيقة، في زيادة حجم الخسائر.


تحميل البحث بصيغةPDF   تحميل العدد كاملاً بصيغة PDF

*أستاذ دكتور في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق – قسم الجغرافيا.

اقرأ في هذا العدد أيضاً :