عالم عصر المماليك المؤرِّخ ابن فضل الله العمري الدمشقي (700 – 749هـ = 1301 – 1349م)، وقد اكتشفنا منزله من خلال تتبُّع ما قاله معاصره المؤرِّخ الكبير ابن كثير (ت 774هـ = 1374م).
يقول ابن كثير: «وفي يوم عرفة، وكان يوم السبت، توفي القاضي شهاب الدين بن فضل الله، كاتب الأسرار الشريفة بالديار المصرية والبلاد الشامية، ثم عُزل عن ذلك ومات، وليس يباشر شيئاً من ذلك من رئاسة وسعادة وأموال جزيلة، وأملاك ومرتَّبات كثيرة، وعمَّر داراً هائلة بسفح قاسيون، بالقرب من الرُّكنية() شرقيها، ليس بالسفح مثلها، وقد انتهت إليه رئاسة الإنشاء، وكان يُشبَّه بالقاضي الفاضل في زمانه، وله مصنَّفات عديدة بعبارات سعيدة، وكان حسن المذاكرة سريع الاستحضار جيد الحفظ فصيح اللسان جميل الأخلاق، يحب العلماء والفقراء، ولم يجاوز الخمسين»().
وبمتابعتي ومعاينتي: يشغل المنزل اليوم عائلة من آل بوظو، وكان قد شغله محمود باشا بوظو أمير الحج للديار المقدسة، وشغله كذلك شريف بك وانلي قائد محمية دمشق، وللأسف فإنَّ هذا البناء مسجَّل من الأبنية الأثرية على أنَّ بناءه يعود لنهاية القرن الثامن عشر.