اكتشاف زاوية الأعجام
توثيق : رئيس التحرير
أورد أبو التُّقى البدري (ت 894هـ = 1488م) في كتابه النَّفيس (نزهة الأنام في محاسن الشام) النَّص الآتي: «قرأتُ كتاب وقف تربة السُّلطان الملك الظَّاهر برقوق ـ سقى الله تعالى عهده ـ الكائنة بالصَّحراء خارج باب النَّصر من القاهرة المحروسة، وهو متَّصل الثُّبوت إلى آخر وقت بتسجيلي على بعض القضاة الشَّافعية، من جملته طاحون الشَّقراء بمرجة دمشق المحروسة، ظاهر قصر الملك الظَّاهر أبي الفتوحات بيبرس ـ سقى الله تعالى عهده ـ بالقرب من زاوية الأعجام، ويليها قصبة سوق، عِدَّةُ حوانيته واحد وعشرون حانوتاً، وعلوُّهم الطِّباق المطلِّين على المرجة المذكورة، وبآخرهم المسجد المطلُّ على نهر بردى» (نزهة الأنام، ص252، 252).
والشَّاهد هنا ذكر البدري لزاوية الأعجام التي لم أجد لها ذكراً في جميع المصادر المتوفِّرة بين يديَّ باستثناء ما أورده البدري. وذكر الشِّهابي أنَّ هذه الزَّاوية كانت في الشَّرف القبلي، وذلك خلال حديثه عن مسجد الشَّيخ موسى الكناني أو الكتَّاني، ولم يُفرد لها ـ غير ذكره لها هنا ـ تعريفاً في معجمه. (انظر معجم دمشق التَّاريخي، ج2، ص269). ويرى المؤرِّخ أحمد إيبش توقُّعاً أنَّ هذه الزاوية كانت حوالي عام 1950م في جنينة النَّعنع (في الجنوب الشَّرقي للتكية السُّليمانيَّة) فهُدمت. (انظر دمشق في عصر سلاطين المماليك، ص541).